هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  كيف تعالج قلبك ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محب الله
عضو متميز
عضو متميز
محب الله


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 01/04/2011
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الامر بالمعروف و النهي عن المنكر
المزاج المزاج : بخير و الحمد لله

 كيف تعالج قلبك ؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف تعالج قلبك ؟    كيف تعالج قلبك ؟ Emptyالأحد أبريل 03, 2011 5:19 am

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
اما بعد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيف تعالج قلبك ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم القائل: { من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه } [رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
إعلم أخي المسلم أنه لا شيء يحول بينك وبين التوبة، ولو بلغت ذنوبك عنان السماء، وملأت الأرض كلها، فمادام الإنسان في هذه الحياة فإنّ باب التوبة مفتوح، وقد تبين لي منها أنك تعيش صراعاً بين نداء الإيمان في قلبك، ونداء الشهوة التي يحرّكها الشيطان فيه، والحمد لله تعالى أنه قد بقي في قلبك نور من الإيمان، يلومك على فعل السيئة، ويزين لك العمل الصالح، ولكنه نور ضعيف؛ لأن ظلمة السيئات التي هي نفث من الشيطان أضعفت هذا النور، ولهذا يضيء أحياناً، فيتيقظ ضميرك قليلاً، ثم لا يلبث حتى ينطفئ مرة أخرى وتعود إلى فعل السيئات.
وسأبين لك المرض الذي تعاني منه، ثم أصف لك العلاج، فاقرأ ما أقول لك بتمعن واهتمام؛ لعل الله تعالى ينفعك به.
القلب ، هو موضع الإرادة في الإنسان، فهو أحياناً يريد الخير، وأحياناً يريد الشر، والجوارح ليست سوى جنود تطيعه على وفق ما فيه من الإرادة. والفرق بين الملتزمين بالطاعة وبينك أنّ الملتزمين قلوبهم تريد الخير إرادة جازمة، ولهذا فجوارحهم تطيع هذه الإرادة، فهم مستقيمون على طاعة الله تعالى، وأما أنت فقلبك يعلم الخير والشر، ويفرق بين الحسنات والسيئات، ولكنه لا يستطيع أن يريد الخير، فتجده يريد الشهوات، مع أنه يعلم أنها تضرّه، فيأمر الجوارح فتطيعه، ولكن ما هو السبب؟
السبب هو أن القلب المحصن من الشيطان تسهل عليه إرادة فعل الخيرات؛ لأنه قلب صحيح قوي، والقلب الذي يمكن الشيطان أن يدخله فيتجول فيه كما يشاء، يستطيع الشيطان بسهولة أن يجعل فيه إرادة السيئات، بعدما يزينها له؛ لأنه قلب مريض مليء بالجراثيم الشيطانية.
ومن الناس من لا يدخل الشيطان قلبه إلا مروراً سريعاً؛ لقوةالتحصينات حوله، فهذا مثل الذين يفعلون الصغائر أحياناً وسرعان ما يتوبون منها، وهم الذين قال الله تعالى عنهم: ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) [الأعراف:201]، ومن الناس من لا يقترب الشيطان من قلبه أبداً، لأن قلبه مثل السماء المحروسة بالشهب من الشياطين، فقلبه؛ كذلك محروس من الشيطان، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا القلب: { أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض } [رواه مسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه]، ومن الناس من دخل الشيطان قلبه، فاتخذ فيه بيتاً، وجعل له فيه عشاً يبيض فيه ويفرخ، فاستحوذ عليه يأمر القلب بالشهوات المحرمة، فيريدها قلبه، فيأمر الجوارح بفعلها فتفعله؛ لأن الشيطان وجده قلباً خالياً من التحصينات، مفتح الأبواب، ضعيفاً مريضاً بفعل السيئات، ولهذا قال الله تعالى: ( استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ) [المجادلة:19]، لأن ذكر الله تعالى هو الحصن من الشيطان، فأنساهم إياه، ليستحوذ على قلوبهم فيقودها لتنقاد جوارحهم له تبعاً.
والقلب لا يحصّن من الشيطان إلا بذكر الله تعالى، لا يقوى على إرادة الخير إلا بالعمل الصالح، ولا يغلبه الشيطان إلا إن كان غافلاً عن ذكر الله تعالى، ضعيفاً بسبب فعل السيئات والمنكرات.
والآن بعد أن عرفت السبب في أن قلبك لا يطاوعك على إرادة العمل الصالح وترك السيئات، ولا يمكنه أن يثبت على الاستقامة، فالعلاج يكمن في الوصفة الطبية، خذها وداوم عليها فنتائجها مضمونة بإذن الله إن ثابرت عليها بصدق:
1- احرص على إقامة الصلوات الخمس في جماعة لا سيما صلاة الفجر، فإياك أن تفوتك أبداً، قال الله تعالى: ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ) [الإسراء:78]. أي صلاة الفجر تشهدها الملائكة.
2- بعد صلاة الفجر امكث في المسجد لقراءة القرآن إلى طلوع الشمس، ثم صل ركعتين بعد ارتفاعها قيد رمح، وقيد الرمح: مقدار عشر دقائق من أول الشروق.
3- قل: ( سبحان الله وبحمده ) مائة مرة كل يوم في أي وقت في المسجد أو البيت، ماشياً، أو قاعداً، أو في السيارة.. الخ، وهذا الذكر يحت الخطايا حتاً.
4- استغفر الله تعالى مائة مرة مرة كل يوم، قائلاً: ( أستغفر الله وأتوب إليه ) كذلك في أي وقت شئت، وعلى أي حال تكون.
5- قل هذا الذكر مائة مرة: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) مائة مرة كل يوم كذلك في أي وقت شئت، وعلى أية حال تكون، ولا يشترط في المسجد، وهذه الأذكار كان يداوم عليها النبي صلى الله عليه وسلم فهي حياة القلب وغذاؤه الذي لا يستغنى عنه.
6- بين صلاتي المغرب والعشاء رابط في المسجد فلا تخرج منه واقرأ ما تيسر من القرآن بالتدبر.
7- يجب عليك الحميّة التامة من النظر إلى التلفزيون، أو المجلات الهابطة، أو الذهاب إلى أي مكان فيه منكرات، فأنت في حجر صحي؛ لكي ترجع إلى قلبك عافيته، ولن ينفعك الدواء وهي الحسنات، إن كنت تدخل عليه الداء في أثناء فترة العلاج، والداء هو السيئات.
8- استمر على هذا البرنامج شهراً كاملاً على الأقل، تعيش فيه مع القرآن تقرؤه بالتدبّر، وتعمل بما فيه، وتخلو بنفسك لذكر الله تعالى الساعات الطوال، والدليل على الشهر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بذلك فقال: { اقرأ القرآن شهر، اقرأه في خمس وعشرين، اقرأه في عشر، اقرأه في سبع } [متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما].
9- إن كانت البيئة التي تعيش فيها لا تساعدك على تطبيق هذا البرنامج فغيّر بيئتك، أترك أصحاب السوء، وابتعد عن الأماكن التي تقضي فيها أوقات فراغك إن كانت تشجع على المعاصي، ولو استطعت أن تسافر إلى مكة مثلاً لتطبق هذا البرنامج فافعل.
بدّل الصحبة القديمة بصحبة طيبة تعينك على الخير، وتدلك عليه، فإن حضورهم بجوارك وملازمتك إياهم من أعظم وسائل الثبات على دين الله، فأنت مثلاً لا تستيطع أن تدخن بحضورهم! فهذه خطوة كبيرة نحو تحصين نفسك.
10- تصدق بجزء من مالك؛ توبة إلى الله تعالى، صدقة سر لا يطلع عليها أحد إلا الله تعالى؛ فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: { صدقة السر تطفئ غضب الرب } [رواه ابن حبان من حديث أنس رضي الله عنه].
11- إن كانت لديك حقوق للناس ردها كلها، ولا تترك منها شيئاً في ذمتك؛ توبة إلى الله.
12- ادع الله تعالى كل ليلة في وقت السحر قبل صلاة الفجر بهذا الدعاء: ( رب إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) وهذا الدعاء: ( اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي ) وهذان علمهما الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه، وأكثر من الاستغفار والدعاء؛ فإن السحر ( قبل الفجر ) وقت يستجاب فيه الدعاء. هذه هي وصفتك الطبية، ومدة الشهر غير مقصودة بالتحديد، فقد يظهر عليك التغير قبل ذلك، وقد تحتاج إلى الاستمرار أكثر من شهر في هذا الحجر الصحي، والهدف منه هو طرد الشيطان من القلب، وتنظيف آثاره، وأوساخه، وقاذوراته التي وضعها فيه؛ لأنها هي السبب في كون قلبك ضعيفاً؛ لا يستطيع إرادة الخير وفعل الصالحات، وينقاد بسرعة إلى نداء الشهوات.
فإن عاد إلى القلب عافيته، وصار سليماً قوياً بذكر الله تعالى، محصناً من كيد الشيطان، فخفف قليلاً من هذا البرنامج على قدر ما تطيق، فقد قال صلى الله عليه وسلم: { عليكم بما تطيقون } [متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها]، إلا إن كانت تطيق أكثر من ذلك، فزد من الخير ما دام قلبك يحب العمل الصالح، فهذه الوظائف الإيمانية هي الدرجات عند الله، كلما أكثر العبد منها ارتفع وعلا في مدارج التقوى، وأحسن أداء ما افترض الله عليك، وستلاحظ أن الأمور تغيرت بشكل عجيب، مع مداومتك على هذه الوصفة التي وصفت لك، وستجد نفسك تكره الوقوع في المعاصي، وستجد قلبك لا يريد فعلها، وينظر إليك نظرة احتقار وازدراء، وستحبّ العمل الصالح، وتنشط له، وتشعر بحلاوته في قلبك، والسر في هذا التغيير هو أنك عالجت القلب بذكر الله تعالى والعمل الصالح فصار صحيحاً يريد الخير ويحبه، بعد أن كان مريضاً يريد الشر والسيئات ويحبها، قال الحق سبحانه: ( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [الحجرات:8،7]. والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف تعالج قلبك ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حملة " نظف قلبك "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الاسلامية على مدهب السنة و الجماعة :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: