عن عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوما و لم يلحق بهم فال الرسول صلى الله عليه سلم { المرء مع من أحب }ْ
متواتر عن النبي صلى الله عليه و سلم و اتفق عليه
*-*-*--*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
الشرح
(( رجل أحب قوما ولما يلحق بهم)) يعني: يحب القوم ولكن عمله دون عملهم؛ لا يساويهم في العمل، مع من يكون؟ أيكون معهم أو لا ؟هذا
الحديث العظيم أفرح الصحابة كثيرا فأعاده صلى الله عليه و سلم عليهم عشرات
المرات في مواقف عدة و كان القاسم المشترك في المواقف قوله عليه السلام
{المرء مع من أحب } يعني في الجنة و لأنه صلى الله عليه و سلم يعلم علم يقين كم مقدار الحب
الذي يملأ قلوبهم له صلى الله عليه و سلم و هو حريص على فرحهم و إسعادهم السؤال
هنا هل أنت فرحت كما فرح الصحابة بهذا الحديث أم انك تذكرت أن للفنان
الفلاني مقدار من الحب و للمغني الآخر مقدار كبير من الحب و للممثلة
الفلانية مقدار الأكبر من الحب حتى أصبحنا نغير مبادئنا و آرائنا السياسية و
الإقتصادية و الثقافية لمجرد ان من احبه من الممثلين قال بهذا مع العلم ان
غالبا ميزان سيئاتهم لا يتوقف عن الزيادة فكل معصية ارتكبوها تكتب سيئة و
كل أغنية و يأخذون ليس فقط آثامهم بل آثام كل من نظر إليه في مقطع الفلم او
سمع أغنيته إلى أن يتم حذفه مع العلم أن إلى الآن يوجد من غنى في
الثلاثينيات و العشرينات و مثل و مات لكن عداد السيئات لم يتوقف بسبب
استمرار المشاهدين بالمشاهدة السؤال هل تحب أن تحشر معه يو م القيامة
؟!!
هل تعتقد انه قد يدخل الفردوس الآعلى مثل الصحابة و الرسول صلى الله
عليه و سلم ؟!! شتان بين الثرى و الثريا و بين الرجس و الطهارة أحببت
أن ألفت إنتباه إخواننا لهذا الحديث العظيم الذي يخير المرئ بين حب الفاسق
الفاجر ثم يحشر معه و بين حب أولياء الله الصالحين و الرسول صلى الله عليه
و سلم و الإنسان مخير و ليس مسير و لأسف الشديد هناك من يحب حتى غير
المسلمين من اللاعبين او المطربين و إلى الله المشتكى فهذه بشري للإنسان؛ أنه إذا احب قوما صار معهم وإن قصر به عمله؛ يكون معهم في الجنة فيجب ان تشكر النعمة لا تبديلها إلى نقمة
أرجوا أن لا يرد عليا أحد القارئين بقول أنا أحب الرسول صلى الله عليه و
سلم و صحابته و أولياء الله و أحب العصاه و الفجار و الكفرة و ذلك لسبب
واضح و هو أنهما نقيضان و لا يمكن جمع الماء مع النار في كوب واحد و لأن
أوامرهما تتعارضان فالأول يدعوا إلى الجنة و الصلاح و الثاني يدعوا للفسق و
الفساد و الفجور ثم إن المحب لمن يحب مطيع و لأن المرء على دين خليله
و هنا سؤال سئل لأحد علماء الجزيرة العربية
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
-السؤال :السلام عليكم ورحمة اللهقيل في الحديث: ( يحشر المرء مع من يحب ), فهل يحشر الإنسان مع مَن يُعجَبُ بهم، كشخصيات المسلسلات, أو المغنيين أو ...؟والسلام عليكم.الجواببسم الله الرحمن الرحيمالحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء
والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى
يوم الدين، وبعد:فالمرء يكون يوم القيامة مع من أحب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( المرء مع من أحب ) متفق عليه.وذلك لأن الإنسان إن أحب شخصاً فإنه مجبول على التأسى به والاهتداء بهديه.فقد
قال تعالى: ? لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا
آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ?
[المجادلة:22].وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل ) أخرجه أبو داود والترمذي.والله تعالى أعلم.
مركز الفتوى : أ.د. / أحمد الحجي - عضو هيئة الإفتاء بالكويت .
[center]