الصراط
شكل الصراط
قال أبو سعيد الخدرى: (بلغنى أن الجسر أدق من الشعر وأحد من السيف)، وفى رواية: (أرق من الشعر)، رواها مسلم.
وذكر ابن المبارك قال: عن عبيد بن عمير: (أن الصراط مثل السيف على جسر جهنم، وأن لجنبتيه كلاليب وحسكًا، والذى نفسى بيده إنه ليؤخذ بالكلوب الواحد أكثر من ربيعة ومضر).اَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } الآية [الأنبياء 47].
وقال
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 9]
مرور العباد على الصراط
وذكر هناد بن السرى، قال: قال عبد الله: (يأمر الله بالصراط فيضرب على جهنم)، قال: (فيمر الناس على قدر أعمالهم، أولهم كلمح البرق، ثم كمر الريح، ثم كأسرع البهائم، ثم كذلك حتى يمر الرجل سعيًا، وحتى يمر الرجل ماشيًا، ثم يكون آخرهم يتلبط على بطنه يقول: يا رب، لم أبطأت بى؟ فيقول: لم أبطئ بك إنما أبطأ بك عملك).
وروود المؤمن على النار
قول عز وجل: (وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِياّ} [مريم: 71].
روى عن ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار أنهم قالوا: (الورود المرور على الصراط). رواه السدى، عن ابن مسعود، عن النبى صلى الله عليه وسلم.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تقول النار للمؤمن يوم القيامة: جز يا مؤمن، فقد أطفأ نورك لهبى).
وقيل: الورود: الدخول. روى عن ابن مسعود، وعن ابن عباس أيضًا خالد بن معدان وابن جريج وغيرهم، وحديث أبى سعيد الخدرى، فيدخلها العصاة بجرائمهم، والأولياء بشفاعتهم.
وروى جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها، فتكون على المؤمنين بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم)، (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِياّ} [مريم:72].
وروت حفصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل النار أحد من أهل بدر والحديبية)، قالت: فقلت: يا رسول الله، وأين قول الله عز وجل: (وإن منكم إلا واردها}؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ({ثم ننجى الذين اتقوا})، خرجه مسلم من حديث أم مبشر،
الزلل من على الصراط
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (فإذا صار الناس على طرف الصراط نادى ملك من تحت العرش: يا فطرة الملك الجبار، جوزوا على الصراط، وليقف كل عاص منكم وظالم، فيا لها من ساعة ما أعظم خوفها وما أشد حرها! يتقدم فيها من كان فى الدنيا ضعيفًا مهينًا، ويتأخر عنها من كان فى الدنيا عظيمًا مكينًا، ثم يؤذن لجميعهم بعد ذلك بالجواز على الصراط على قدر أعمالهم فى ظلمتهم وأنوارهم، فإذا عصف الصراط بأمتى نادوا: وامحمداه، وامحمداه، فأبادر من شدة إشفاقى عليهم وجبريل آخذ بحجزتى، فأنادى رافعًا صوتى: رب، أمتى أمتى، لا أسألك اليوم نفسى، ولا فاطمة ابنتى، والملائكة قيام عن يمين الصراط ويساره ينادون: رب سلم سلم، وقد عظمت الأهوال واشتدت الأوجال، والعصاة يتساقطون عن اليمين والشمال والزبانية يتلقونهم بالسلاسل والأغلال وينادونهم: أما نهيتم عن كسب الأوزار؟ أما خوفتم عذاب النار؟ أما أنذرتم كل الإنذرا؟ أما جاءكم النبى المختار؟). ذكره أبو الفرج بن الجوزى أيضًا فى كتاب روضة المشتاق والطريق إلى الملك الخلاق.