الإسلام فهم والتزام
لماذا تنسب سيئات المسلمين إلى الإسلام؟ وهل كل فعل حسن أو قبيح يعني حتما أن الإسلام حسن أو قبيح؟ إن الخطأ هنا واقع نتيجة خلط الناس بين مفهومي الإسلام والمسلمين مع أن هناك فرق كبير واضح بينهما.
فالأول دين ومنهاج حياة وشريعة، والثاني جماعة متبعون يخطئون ويصيبون.
إن الحكم على أي فكرة بأنها صحيحة أو باطلة لا يكون من خلال التزام الناس بها أو إخضاعهم لها، فأصحاب المبادئ والمذاهب يرى كل أن مذهبه هو الصحيح وأنه الصواب وغيره الضال الخطأ.
على أننا إذا أردنا أن نحكم على حسن فكرة بتبني الناس لها أو رضى نظام بتطبيقه فإن الإسلام هنا هو صاحب الكفة الراجحة والتاريخ يشهد ويثبت ذلك، فليس هناك نظام شامل في الكون طبق تطبيقا كاملا سوى الإسلام وحده وهو أمر يجعلنا نراه دليلا على أنه ممكن التطبيق في المجتمعات المختلفة أما المذاهب والأفكار والنظريات التي طبقت بقوة الحديد والنار وقهر السجان سرعان فشلت فشلا مدويا فلا رأسمالية ولا اشتراكية ولا علمانية ولا غيرها... نفعت. ويرجع ذلك كله لعدم قناعات الناس بها وفشلها المتكرر حتى أن أربابها قد تخلوا عنها لأنهم أيقنوا أنها مبادئ هدامة فاشلة حياتيا...
لقد حكمت معظم الأنظمة الساقطة في العالم وجعلوا من عالمنا العربي والإسلامي حقل تجارب لها وتركوا الإسلام الخالد بمعزل عن التطبيق وتركوه على هامش الحياة.
ونحن المسلمون نعلنها للجميع وبصراحة: اتركوا الإسلام يحكم ولو مرة واحدة، جربوه كما جربتم غيره والحقيقة تقال فلم يعش غير المسلمين في بلاد المسلمين في أمن وأمان ورخاء ومساواة وحقوق... إلا في ظل حكم الإسلام هذا يقال لمن يخاف على الأقليات غير المسلمة في بلاد المسلمين ونقولها مجددا اتركوا الإسلام يحكم ولو لمرة واحدة ثم انظروا الفرق ولكم حينئذ الحكم.