ماهي السعادة الحقيقة؟!!

كـن في الدنيـا كـأنك غريب أو عـابر سبيـل

" فطـوبى للغربـاء "

ليسـت السـعاده قصر .. عبدالملك بن مروان ..

ولاجيوش .. هارون الرشــيد ..

ولا دور .. ابن الجصـاص ..

ولا كنوز .. قــارون ..

ولا في كتـاب الشـفاء لـ .. ابن سـينا ..

ولا في ديوان .. المتنبي ..

ولا في حـدائق .. قرطبه .. أو بسـاتين .. الزهـراء ..

..

الســعاده عند الصـحابه مع قـلة ذات اليـد
وشـظف المعيشـه وزهـادة الموارد وشح النفـقـه

..

السـعادة :

عند المسـيب في " تألهه "

والبخاري في " صحيحه "

و الحسن البصري في " صدقه "

و الشـافعي في " استنباطاته "

و مـالك في " مراقبته "

وأحمـد في " ورعه "

وثـابت البنـاني في " عبادته "

..

قال تعـالىى : ( ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولانصب ولامخمصه في سبيل الله ولايطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح )

..

ليــست الســعااده شـيكـا يصـرف ولا دابـة تشـتري ولا وردة تشـم ولا بـرا يكال ولا بزا ينشـر

السـعاده سـلوة خـاطر بحق يحمـله وانشـراح صدر لمبـدأ يعيشـه وراحـة قلب لخيـر يكتنفـه

..

كنا نظن اننـا إذا أكثرنا من التوسع في الدور وكثرة الاشـياء وجمع المسهلات والمرغبات والمشتهيات أننا نسـعد ونفرح ونمرح ونسر فإذا هي سبب الهم والكدر والتنغيص ، لأن كل شيء بهمه وغمه وضريبة كـده وكدحـه ..

قال تعـالى : ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به
أزوجا منهم زهرة الحيـاة الدنيا لنفتنهم فيه )

إن أكبر مصـلح في العالم رسول الهدى * محمد صلى الله عليه وسـلم * عاش فقيـرا يتلوى من الجوع ولايجد دقل التمر يسد جوعه ومع ذلك عاش في نعيم لا يعلمه الا الله وفي انشراح وارتياح وانبسـاط واغتباط وفي هدووء وسـكينه ..

قال تعـالى :

( ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك )
( وكان فضل الله عليك عظيما )
(الله أعلم حيث يجعل رسـالته )

في الحديث الصحيح

" البر حسـن الخلق والاثم ما حاك في الصدر وكرهت ان يطلع عليه الناس "

أن البـر راحة للضمير وسكون للنفس حتى قال بعضهم :

البـر أبقـىى وإن طـال الزمان به .. والإثم أقبح ما أوعيت من زاد

وفي الحديث

" البر طمأنينه والإثم ريبه "

إن المحسن صراحة يبقى في هدوء وسكينه وان المريب يتوجس من الاحداث والخطرات ومن الحركات والسكنات ( يحسبـون كل صيحة عليهم ) والسبب أنه أسـاء فحسب فإن المسيء لابد أن يقلق وأن يرتبك وأن يضطرب وأن يتوجس خيفه

إذا ســــاء فعل المرء ســــاءت ظنونه .. وصـــدق مايعتـاده من تــوهم

والحل لمن أراد الســـــعـــــاده

أن يحسن دائما وأن يتجنب الاسـاءه وليكون في أمن
( الذين آمنو ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )

إن سـلامة المسـلم بدينه أعظم من ملك كسـرى وقيصـر لأن الدين هو الذي يبقى معك حتى تستقر في جنات النعيم وأما الملك والمنصب فإنه زائـل لامحاله

قال تعـالى : ( إنـا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا ترجعون )

كـتاب : لاتحـزن
الكـاتب : د. عائض القرني