السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمرضاة ربي تطيب السجون
للشيخ أبي محمد المقدسي
إذا كنـت باللـه مسـتعـصما
فـماذا تضـيرك ريـب المنـون([1])
حـذاري أخي أن تسيء الظنون
بـوعـد الإلـه القـوي المتـين
فقـد وعـد الـمؤمنين النجاة
كـما نـجّ يونس من بطن نون([2])
أخـي قـد مضى قبلك الأولون
فـهذي السجون كتلك السجون
فيـوسـف أمـضى بـها مدة
ومـوسـى تـوعـده الظالمون([3])
كـذاك رسـول الإلـه الكريم
ليثـبتـه مَـكَرَ المشـركـون([4])
فنجـــاه ربـي بـهجـرته
بـرفـقة ذاك الصـديق الأمـين
وفـي إثرهم قـد مضى المؤمنون
كـأحـمد ذاك الإمـام المكـين
كـذاك ابـن تيْـمَةَ أنعم بـه
بقـلعة شـامٍ أقـام ســجـين
مئــات ألـوف من الصادقين
أقــاموا زمـاناً بهذي السجون
فـلا تـضعفنْ يا أخي أو تهون
إذا جــاء دورك أو تسـتكين([5])
تـحصّن بـذكر الإلـه العظيم
وبـادر لـحفـظ الكـتاب المبين
فـذاك لقـلبك حـصنٌ حصينْ
وهــذا لروحــك زاد مـعين
فـهذي شــدائد سوف تزول
وتبـقى الفـوائــد منـها فنون
وإن خـوّفـوك وإن هـدّدوك
فـلا تـخـضـعنْ لهمو أو تلين
وإن شـتموك وإن عـذّبـوك
وإن ضـربـوك فـلا تسـتكين
فلسـت بأول مـن يـضـربنْ
لــدين عـظيم وشـرع مبين
ولسـتَ وحـيداً بهذي الطريق
فتـلك القــوافـل عبر السنين
وإن مـرّ عـيـدٌ وجـاءَ وليدْ([6])
ودارت شـهـورٌ وأنـت سجينْ
فـلا تبتـئـس يا أخَ الصالحين
لـفـرقـة أهــلٍ وفـقدِ بنينْ
وإن مـنعـوك زيــاراتـهم
كـذاك رسـائــلهم لا تبـين
فــإن كـان هذا لرب ودين
فـأيـن الثـبات وأيــن اليقين
وأيــن كـلامك فيما مضى
بـملة ذاك الرســول الأمين([7])
فــذاك الـخليل مضى طائعاً
لـذبـح ابنـه فـي بـلاء مبين
بيـوم كـهذا عظـيم كـريم
بـلا جـزعٍ تلّــه للجــبين
فنـجـّاه ربـي بإحســانهِ
وأفداه فــوراً بكـبش سمين([8])
وأنت بنـوك بعـيـش رغـيد
ولـهو و لـعب وحــرزٍ أمين
ولم يـُطلـبنْ مـنك ذبحاً لهم
فـقط أن تصـابر فـراقاً لحينْ
فـهم في رعـاية ربٍ رحـيم
وأنـت بخـلوة ذكـر وديـن
فـبادر بـحفظ الكتاب المبين
ودع عـنك وسواس ذاك اللّعين
لـمرضـاة ربٍ ونصرة ِ دين
تـهون الـحيـاة وكـل البنون
لا تنسونا من صالح دعائكم